الجذور الفلسفية لـ "فلسفة الحق"
DOI:
https://doi.org/10.35516/jjss.v16i1.1267الكلمات المفتاحية:
فلسفة الحق، الأخلاق، الحرية، الحق الطبيعي، الحق الإلهي، العقد الاجتماعيالملخص
على الرغم من الاتفاق على أن الرؤية الحديثة لفلسفة الحق انطلقت مع جورج فلهلم هيجل في كتابه (أصول فلسفة الحق) (Hegel, 2003) فإنه يمكن ملاحظة أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث في الفلسفة الحديثة ناقشت مفهوم الحق، وخاصة الحق الطبيعي، والحق الإلهي، إلا أن البحث في الجذور الفلسفية لمفهوم الحق يبقى مثار اهتمام، وعليه، جاء هذا البحث لقراءة مفهوم الحق منذ الفلسفة اليونانية إلى فجر الفلسفة الحديثة، في محاولة لفهم الجذور الفلسفية التي فتحت المجال للمواقف الفلسفية الحديثة والمعاصرة. يتتبع البحث الأصول الفلسفية والمدارس الفكرية لفلسفة الحق، وتطورها التدريجي، ابتداء من الفلسفة اليونانية مروراً بالعصر الوسيط، وانتهاءً بفجر الفلسفة الحديثة، وذلك للكشف عن الدور الذي اضطلعت به هذه المدارس الفلسفية، بأطرها الطبيعية، والاجتماعية، والسياسية المختلفة، في تطور مفهوم الحق. تكمن إشكالية البحث في التساؤلات المهمة التي يطرحها حول مفهوم الحق ونشأته ومعالمه، وعرض الفوارق الرئيسة بين المواقف الفلسفية المختلفة من هذا المفهوم. ومن بين تلك التساؤلات: ما هو الحق؟ وما هي الأسس الفلسفية التي استند إليها هذا المفهوم، وكيف ساهمت في تطوره؟ يعتمد البحث على المنهج التاريخي التحليلي، وذلك بهدف تقديم رؤية تاريخية لمفهوم الحق والإشكاليات المتعلقة به. وضمن هذا الاستعراض التاريخي للمواقف الفلسفية، نرى أن مفهوم الحق كان له بذور أولى في الفلسفة القديمة والوسيطة التي لم تتبلور في صيغة فلسفة متكاملة، بل بقيت منثورة ضمن العلاقة بين مفهوم الحق، ومفهوم الواجب، ومفهوم العدالة، والحرية. وبالتالي يمكن الاتفاق مع هيجل في وصفه لتاريخ الفلسفة بأنه مسألة تطورية، بمعنى أنه تاريخ متواصل بنائي تطوري؛ وذلك أن أسس مفهوم الحق لم تنبع فقط مع هيجل، بل كانت التطور الطبيعي والمناسب لعلاقة الفكرة والنقيض في سيرورتها التاريخية، لتصل إلى ما قدمه هيجل في كتابه "أصول فلسفة الحق". ولكي نفهم تبعات مفهوم الحق في العصر الحديث وتطوراته، لا بد أن نعود إلى ما قبل ذلك وهو ما يتصدّى له هذا البحث. إذ ينبغي أن يُفهَم تاريخ فلسفة الحق بوصفه سلسلة من القضايا الفكريّة والفلسفية التي صقلت فلسفة الحق.