هل يمكن لفلسفة مادية أن تنتج منظومة أخلاقية؟ "الأبيقورية نموذجاً
DOI:
https://doi.org/10.35516/jjss.v15i3.833الكلمات المفتاحية:
أبيقور، الفلسفة الأخلاقية، الفلسفة المادية، الهلنستية، الميتافيزيقياالملخص
الاشكالية الرئيسة في هذا البحث هي الجواب على السؤال المطروح عن أمكانية وجود منظومة اخلاقية مرتكزة على فلسفة مادية وليس على فلسفة مثالية وميثافزيقية، كما جرت العادة في تأسيس المنظومات الاخلاقية، وبالفعل، وجدنا في الابيقورية تلك الفلسفة المنشودة التي أعتمدت، في تأسيسها، على منظومة فلسفية مادية لا تمت للمثالية ولا للميثافزيقيا بصلة، بل تعتمد فلسفة ديموقريطس المادية الذرية كأساس نظري لها ولا تعتمد العقل ولا الشرائع الالهية كمعيار وحكم في المسائل الاخلاقية، بل الطبيعة، والاحساس باللذة، وتجنب الألم، كحكم عفوي للحياة الإنسانية والحيوانية على حد سواء. لذلك، تلجأ هذه الفلسفة لتحرر الإنسان من الخوف من الموت، والخوف من الألهة، لئلا يفسد هذا الخوف والقلق حياة الإنسان، وبحرمانه من التلذذ بالحياة ذاتها. وقد كشفنا، في هذا البحث، أن اللذة التي يتحدث عنها الأبيقوريون، هي لذة البطن اساسا، ولكنها ليست لذة مستهترة، ومبالغ فيها، بل لذة تتوخى البساطة، وتسعى إلى اقامة حياة هانئة وهادئة لا يعكرها الالم الناتج من السعي إلى الوصول إلى لذات أكثر، تكون نتائجها الحصول على ألم أكبر. وبينّت الدراسة دور الفيلسوف اليوناني أبيقور الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد وعاصر كلا من الفيلسوف اليوناني ارسطو والفيلسوف زينون مؤسس الرواقية التي ناهضت مدرسته الفلسفية في تأسيس الابيقورية في أثينا اليونان ليستجيب لأسئلة الجمهور اليوناني لضروريات المرحلة التاريخية وأنحدار المدنية بعد موت الأسكندر المقدوني سنة 324 ق. م.