أثر التفكير الاستراتيجي في إدارة المخاطر: الدور المعدل للدعم المنظمي في شركات المقاولات العمانية

الملخص

هدفت الدراسة إلى قياس أثر التفكير الاستراتيجي بأبعاده (القصد الاستراتيجي، والتصور النظمي، وصياغة الافتراضات، والتفكير في الوقت، واقتناص الفرص) في إدارة المخاطر بأبعادها (تحديد المخاطر، وتقييم المخاطر، والاستجابة للمخاطر، ومراقبة المخاطر) في شركات المقاولات العمانية، كما هدفت إلى توضيح الدور المعدل للدعم المنظمي في تحسين أثر التفكير الاستراتيجي في إدارة المخاطر لتلك الشركات.

تكون مجتمع الدراسة من (205) شركات تمثل شركات المقاولات العمانية، وقد تم الاعتماد على أسلوب المسح الشامل، حيث تم توزيع (205) استبانات، واسترجاع (149) استبانة صالحة للتحليل الإحصائي. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي الكمي، كما تمت الاستعانة بمجموعة من الأساليب الإحصائية لتحليل بيانات الدراسة من أهمها معامل الانحدار، والانحدار الهرمي.

توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها وجود مستويات ممارسة مرتفعة لأبعاد التفكير الاستراتيجي باستثناء صياغة الفرضيات، ومستويات ممارسة مرتفعة لأبعاد إدارة المخاطر، كما جاءت مستويات الممارسة للدعم المنظمي متباينة بين المتوسطة والمرتفعة، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود أثر ذي دلالة إحصائية للتفكير الاستراتيجي في إدارة المخاطر. اما من ناحية أثر ابعاد التفكير الاستراتيجي في إدارة المخاطر، فقد اظهرت نتائج الدراسة وجود أثر معنوي لاقتناص الفرص، والتصور النظمي، وصياغة الافتراضات، فيما لم يكن هذا التأثير معنوياً للقصد الاستراتيجي، والتفكير في الوقت. كذلك تبين وجود دور معدل للدعم المنظمي في تحسين أثر التفكير الاستراتيجي في إدارة المخاطر.

في ضوء النتائج، اقترح الباحثان مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساعد إدارات شركات المقاولات العمانية في رفع مستويات أبعاد التفكير الاستراتيجي، وإدارة المخاطر، ومستوى الدعم المنظمي، وتحقيق التوازن بينها، حيث أوصت الدراسة الشركات العمانية بالعمل على تطوير قدرات المديرين على استشراف المستقبل، وتشجيع مديريها على إعداد السيناريوهات والافتراضات، كما أوصتها بالاستعانة بأنظمة متطورة لمراقبة المخاطر، مع أهمية وضع نظام مكافآت يتوافق مع الإسهامات التي يقدمها العاملون.